دق ناقوس الخطر.. وتحذيرات دولية من خطر الجوع في السودان

تحقيق – إدراك
السودان الذي كان يطلق عليه وصف “سلة غذاء العالم” يواجه اليوم أسوأ فترة في تاريخه من حيث انعدام الأمن الغذائي الحاد، اذ يعاني فيه أكثر من 25.6 مليون نسمة من الجوع الحاد ، وذلك نتاج طبيعي لتبعيات الحرب التي اندلعت في 15 ابريل 2023 وجعلت ملايين السودانين يعانون من إنعدام الأمن الغذائي وعلي شفا المجاعة ومع دخول الحرب عامها الثاني تواجه البلاد واحدة من أشد أزمات الجوع في التاريخ الحديث. وفقًا لأحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، ( يواجه 750 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني 25.6 مليون شخص من مستويات أزمة الجوع)
” يواجه السودان اليوم أسوأ فترة في تاريخة من حيث إنعدام الامن الغذائي”
أرقام صادمة
وقد حذَّر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع من خطر المجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقية بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع الامنية في تلك المناطق التي تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم، ودارفور، وكردفان، وولاية الجزيرة. وولاية سنار
. وقدَّرت منظمة إنقاذ الطفولة “Save the Children”، عدد الأطفال بين هؤلاء المنكوبين بالمجاعة بأكثر من 355 ألف طفل سوداني. ويعاني 8.5 مليون نسمة، أو نحو 81% من السكان، نقصاً في الغذاء، قد يُسفر عن سوء تغذية حاد ووفاة، أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة وفقاً لهذا التحديث. ووفق بيان من المنظمة، الصادر الخميس الماضي ، فقد تضاعف تقريباً عدد الأطفال السودانيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء خلال ستة أشهر، حيث يعاني حوالي 75% من الأطفال الآن من الجوع يومياً،و يدفع الصراع أزمة الجوع إلى مستويات قياسية، مما يثير مخاوف من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الاطفال.
خطورة الوضع
وفي ذات السياق قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسقة المقيمة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي إن المجتمع الإنساني في السودان يناشد بتوفير موارد عاجلة ووصول إنساني دون عوائق في أعقاب تقرير جديد يؤكد تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور. وفي بيان صادر عن مكتبها وتعليقا على تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بشأن الوضع في السودان، قالت سلامي إن الأمم المتحدة وشركاءها في السودان أحيطوا علما بنتائج التقرير “التي تعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض”. وأكدت أن “شعب السودان عانى باستمرار منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من 15 شهرا”، مضيفة أن هذه أزمة من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزمت جميع الأطراف وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه السكان المحتاجين بشدة.
أوضاع إنسانية طارئة
اما منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث فقد صرح بأن “الحرب في السودان تثير وضعا إنسانيا طارئا له أبعاد هائلة. وهذا النزاع الذي يتسع مع ما يخلفه من جوع وأمراض ونزوح سكاني، بات يهدد بالإطاحة بالبلاد بكاملها”.
وعبر غريفيث عن قلقه إزاء انتشار أعمال العنف في السودان وقال إن الصراع الذي طال أمده قد يدفع المنطقة بأكملها إلى “كارثة إنسانية”.
وأشار إلى مخاوف محددة تتعلق بسلامة المدنيين في ولاية الجزيرة، التي تعد بمثابة سلة الخبز في البلاد.
وأكد ان “مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت إذا تركوا دون علاج”
صافرات إنذار
لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد حذرت 3 هيئات ومنظمات محلية ودولية من أن المجاعة في السودان وصلت إلى معدلات خطيرة تهدد حياة الملايين من النازحين والعالقين في مناطق القتال.
وبالتزامن مع تقارير مفزعة عن أزمة غذاء حادة في عدد من مناطق السودان، أعلنت الشبكة الدولية لنظام الإنذار المبكر المجاعة في أكبر معسكر للنازحين في دارفور، وهو ثالث إعلان رسمي للمجاعة منذ عشرين عاما، في حين أكدت تنسيقية معسكرات اللاجئين في الإقليم عن ارتفاع كبير في حالات الموت بسبب الجوع.
وصلت مؤشرات المجاعة في السودان الي معدلات خطيرة تهدد حياة الملايين من النازحين ،
مجاعة طاحنة
كما أعلنت السلطة المدنية بمناطق سيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد مجاعة طاحنة .
وطالب جمال على موسى مقرر السلطة المدنية خلال اجتماعه مع وفد من الوكالات الأممية بالاستجابة العاجلة للوضع الإنساني الذي وصفه بالمأساوي. واستقبلت السلطة المدنية بمقرها في قولو رئاسة محلية وسط جبل مرة وفد من وكالات الأمم المتحدة من بينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ومفوضية اللاجئين. وأكد الوفد خلال الاجتماع إن هذه الزيارة في إطار مسح أولي للتعرف على إحتياجات النازحين وأوضاعهم ” الغذائية والصحية والأمنية والاقتصادية إلى جانب السكن والإستقرار،
الموت سنبلة
وقال المتحدث بإسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، إن وضع مخيم زمزم بولاية شمال دارفور الذي أُعلن عن تفشي المجاعة فيه، يشابه أوضاع أكثر من 171 معسكر في إقليم دارفور. وأضاف، أنه رغم تأخر إعلان المجاعة في مخيم زمزم، لكن بقية مخيمات دارفور البالغة أكثر من 171 معسكرًا تعيش في ذات الظروف، مشيرا إلى أن ما بين 10 إلى 25 شخص يموتون يوميًا في مخيمات دارفور، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الغذاء والمواد الغذائية وانعدام الأدوية المنقذة.
مواقيت الزراعة
فيما يري الصحفي ايوب السليك انه اذ لم تزرع المشاريع ستضرب المجاعة البلاد واستمرار الحرب له مردود كارثي علي الشعب السوداني ومهدد كبير لأمنه الغذائي وقلة الحبوب الغذائية له تاثير كبير علي المخزون الغذائي اذ لم يتمكن المنتجين من زراعة اراضيهم واذ عجز المزارعين من تاسيس محاصيلهم فان المجاعة ستضرب معظم أنحاء السودان وتشمل جميع ارجاءه، بلا استثناء في ظل هذه الحرب الدائرة من لا يمت بالة الحرب سيموت من الجوع والظروف الاقتصادية القاسية التي يعاني منها الزراع والتي تقف حجر عثرة امامهم ، ان معظم المشاريع المطرية في القضارف،سنار، النيل الازرق والمروية في الرهد ،حلفا، الجزيرة متوقفة تماما عن النشاط الزراعي هذه مشاريع يعتمد عليها السودان في سد الفجوة الغذائية ، جميعها متوقف حتي هذه اللحظة لا يمكن أن يتم بها مزاولة النشاط الزراعي نسبة للظروف انعدام الأمن يجب الالتفات للقطاع الزراعي ولو بنظره لانه يمثل العمود الفقري وداعم اساسي للجيش بتوفير القوت، وتسال اين ادارة الري ووزراعة الزراعة والقائمين علي الامر ليتحركوا لرفع همم المنتجين وتذليل العقبات في المناطق الامنه، ان الزراعة مواقيت لا تتحمل التاخير
واشنطون تبدئ قلقها من عرقلة الجيش وصول المساعدات
وفى وقت سابق أبدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صحافي قلقها العميق إزاء ما سمته قرار الجيش السوداني بحظر المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تشاد، وعرقلة وصولها للمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع،وحث البيان الأميركي طرفي القتال في السودان بالتزاماتهما بالقانون الإنساني الدولي في إعلان جدة الخاص بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات إليهم. واحتضنت مدينة جنيف السويسرية في وقت سابق من شهر يوليو محادثات غير مباشرة بين الجيش والدعم السريع برعاية أممية، وإصطدمت تلك المباحثات التي ركزت على إيصال المساعدات الإنسانية بموقف متشدد من الوفد الممثل للجيش.في المقابل أبدى وفد الدعم السريع انفتاحا على إيصال المساعدات وأعلن عن توافق مع الأمم المتحدة على جملة من الخطوات بخصوص ذلك.