الناطق الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة (قمم) عثمان عبدالرحمن سليمان في حوار مع (الاشاوس)

حكومة بورتسودان مرت بمرحلة غرفة الإنعاش ولم تستطيع التقاط أنفاسها
ماضون في إعلان الحكومة والترتيبات تجري على قدم وساق
مظاهر الذبح والقتل في الجزيرة وغيرها إذا لم يتحرك المجتمع سيرتكب الجيش افظع منها
حوار : سوما المغربي
تحديات المرحلة قيادة مدنية تؤسس لثورة تصحيحية للعمل السياسي في السودان للشباب جهودهم العظيمة في ذلك لأجل تكوين حكومة مدنية في مناطق الدعم السريع تعنى بالمواطن والوطن فلكم لقاء عبر صفحات الأشاوس مع الأستاذ عثمان عبدالرحمن سليمان
الناطق الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة (قمم)
_ وانت في قيادة العمل الشبابي المدني كقيادي وناطق رسمي للقوى المدنية المتحدة (قمم)
الأهداف المباشرة التي تسعون لها بقيادة العمل المدني؟
من الأهداف تحقيق السلام الشامل و العادل و المستدام و إجتثاث كافة أزمات و مسببات الحروب و معالجة آثارها و وضع التدابير اللازمة لمنع حدوثها مستقبلاً و إعادة بناء جميع مؤسسات الدولة الوظيفية العامة بما يضمن كفاءتها و مهنيتها و حياديتها و قوميتها و استقلاليتها وفقا لمعايير الثقل السكاني مع التمييز الإيجابي للمناطق التي عانت من التهميش و الإقصاء.
كذلك من الأهداف بناء دولة المواطنة المتساوية يكون فيها الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات و الإرتقاء بجودة حياة المواطن و تحسين مستوى معيشته و محاربة الفقر.
و من الأهداف أيضاً بناء نموذج مجتمعي يقوم على مبادئ الوسطية والاعتدال و الفكر المستنير و نبذ العنف والتطرف و الإرهاب و بالإضافة إلى أهداف كثيرة أخرى.
_ تشكيل الحكومة في مناطق الدعم السريع وتأخرها بسبب الخلافات التي عصفت بتنسيقية قوى تقدم المدنية؟
_حكومة بورتسودان مرت بمرحلة (غرفة الإنعاش) و لم تستطيع استعادة التقاط أنفاسها و الآن قرر طيف واسع و عريض من شرائح المجتمع السوداني تحرير شهادة الوفاة لها*
“نطمئن الشعب السوداني بأننا ماضون في إعلان تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن و الترتيبات تجري على قدم و ساق و التخبط الذي أظهره النظام البائد و حملاته التضليلية فرفرة مذبوح لن تثنينا عن الإعلان عن تشكيل الحكومة المرتقبة و المضي قدما في تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
الحكومة المرتقبة تحظى بتأييد دولي و إقليمي كبير و الاتصالات الدولية حتى الآن مستمرة و نؤكد على أن الحكومة المرتقبة ستعمل على توحيد الشعب السوداني عبر برنامج متكامل ُصمم لجميع السودانيين دون فرز.
_هل هناك إحتمالية لتشكيل الحكومة مع الحوجة المتزايدة لها بمناطق الدعم السريع، من القوى التي يجمعها إتفاق على ذلك؟
حكومة السلام المرتقبة هي لكل السودانيين دون فرز ويحمل برنامجها حلول استراتيجية و اسعافية لكل الأزمات الراهنة و مسألة إعلان تشكيلها ضرورة حتمية و ليس خياراً من الخيارات.
و نؤكد أن الحكومة المرتقبة ستحظى بتأييد دولى كبير و قريباً سيتبين للرأي العام ذلك أما السند الشعبي أمر تم حسمه بالنظر إلى المكونات التي ستشارك في الحكومة و ثقلها المجتمعي وتأثيرها و تجذرها و إرثها الثوري وحكمتها و حنكتها السياسية و تجاربها الناجحة.
_ اليوم مع الاحداث وعمليات القتل والتطهير العرقي هو عداء متجذر أم سياسة تقود للحرب الاهلية ومن ثم التقسيم؟
الحركة الإسلامية و واجهاتها و أبواقها الإعلامية يعملون على مدار الساعة لتسويق مخطط تقسيم السودان و هذا لن يحدث ما دمنا على قيد الحياة و لدينا التسليح الفكري الذي يمكننا من إفشال هذا المخطط مهما تعددت أساليبه و أشكاله.
نحن في قمم نعمل مع كافة شركاء الوطن و المؤمنين بالتغيير و وحدة الوطن على فضح مخطط تقسيم السودان الذي تقوده الحركة الإسلامية.
_ عدم قومية الجيش وانه عبارة عن تشكيلة من الكتائب المرتزقة التي باتت تهدد المواطن السوداني وقد أصبح ذلك جليا داخليا وخارجيا للمجتمع الدولي؟
وجود كتائب البراء في المشهد يعتبر أكبر مهدد للجيش نفسه ، لأن الامكانيات التي تتمتع بها الآن معدومة تماماً في الجيش و نتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تذمر وسط وخلافات داخل الجيش في القريب العاجل.
إذا لم يتحرك المجتمع الدولي و يسارع في تصنيفها و إدراجها ضمن قوائم المجموعات الإرهابية ستتمدد على حساب الجيش و خطورة الأمر ستمتد إلى المحيط الإقليمي.
مشاهد الذبح و التنكيل و القتل التي شاهدها العالم في الجزيرة خاصة ود مدني و في النيل الأبيض أم روابة ومجازر الخلفايا تؤكد أن هذه المليشيات إذا لم يتم التصدي لها و فضح مشروعها الفكري سترتكب مزيد من الجرائم الوحشية بالمدنيين في مختلف مناطق البلاد و الجيش يتحمل مسؤولية إيواء و تسليح هذه المجموعات الإرهابية.
_ برؤيتك هل للتفاوض مكان بين خيارات وقف الحرب اليوم؟
جولات التفاوض السابقة كان بإمكانها أن تنجح لو لا تدخل الحركة الإسلامية و واجهاتها حيث مارست ضغوطاً على قادة الجيش و سعت إلى إفشال كل جولات التفاوض .
وفد التفاوض التابع للجيش لا يعمل بشكل مستقل و إملاءات و آراء الحركة الإسلامية أثرت عليه.
الجيش لا يمتلك القرار و لا رؤية لحل الأزمة بصورة جادة و نحن في قمم لدينا وقفة مع التزامات الجيش التي أقر بها في إعلان جدة من ضمنها أن أن يفرق الطرفين بين الأهداف العسكرية و الأعيان المدنية فهل التزم الجيش بذلك؟ و كيف نصف ما يقوم به سلاح الطيران من قصف للمناطق المأهولة بالسكان؟ .
قوات الدعم السريع قدمت رؤية متكاملة و شاملة للحل و بناء الدولة السودانية الجديدة و أبدى مرونة في جولات التفاوض لذلك بواطن و مصدر الخلل معروفة.
_ حقيقة أن الحاضنة الإجتماعية لكتائب ومليشيات الجيش هي التيار الإخواني للنظام السابق، وليس الشعب السوداني؟*
من المعروف أن مليشيا الحركة الإسلامية و من خلال تجربتها في الحكم لا تعتمد على قاعدة شعبية حقيقية و إنما على مجموعات شعبية القاسم المشترك بينها “الأجور” و هذه أول أسباب انهيار مشروعها في السودان و جل الحشود الزائفة التي نشاهدها يتم الترتيب لها و صرف أموال طائلة في ذلك.
و نحن نؤكد و على ثقة تامة بأن طيف واسع و عريض من الشعب السوداني لا يرغب في استمرار الجيش بنفس شكله و هيكلة الحالي لأنه و من وجه نظرهم أنه المهدد الحقيقي للدولة السودانية ، إذ لا يوجد جيش قبلي و جهوي يستطيع حماية البلاد و لا حتى بمقدوره أن يوحد الأحزاب السياسية و يصل معها مرحلة الانتخابات.
ما نود أن نؤكده في قمم بأن الجيش و الحركة الإسلامية وجهان لعملة واحدة و البرهان كان بإمكانه أن يفك الارتباط مع الجيش في فترة من الفترات لكن تمادي في تمكينهم في مفاصل الجيش و الآن أصبح في مأزق كبير.
قصف الطيران الذي هو معضلة هذه الحرب ضد المدنيين، حدثنا من هذه الزاوية؟
للأمانة و التاريخ طيران الجيش تسبب في أزمة إنسانية لم يشهد السودان مثلها طيلة الحروب التي نشبت في البلاد.
و نحن في القوى المدنية المتحدة قمم رصدنا هذه الانتهاكات وسيكون لنا تواصل مع المنظمات الحقوقية الإنسانية و لن يهدأ لنا بال إلا بعد أن نرى القائمين على أمر سلاح الدمار في السجون.
و لا يخفى على الجميع بأن مليشيا الحركة الإسلامية سيطرت على سلاح الجو السوداني و هي الآن تدير مخطط قصف المدنيين في بعض المناطق على أسس عرقية و إثنية و هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام.
نحن في تحالف( قمم) نعمل على تصعيد هذه القضية إلى أبعد حد ممكن لأننا عشناها مع المواطن المغلوب على أمره في الخرطوم و دارفور و كردفان و النيل الأبيض و الجزيرة و غيرها من المناطق.
قيادة التحالف شرعت في توجيه كل مؤسسات التحالف لخدمة المواطنين و المساعدة في أي مساعي جادة في ما يخص الجانب الإنساني و انسياب دخول المساعدات الإنسانية.
مكاتب قمم في دول خارج السودان تعمل على مدار الساعة و هي على تواصل فعال و مستمر مع الأسرة الدولية و لعلكم تابعتم مشاركة التحالف في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت في الخارج و التي نادت بوقف القصف الجوي و استهداف المدنيين و وجدت ترحيب واسع من المجتمع الدولي.
_ ما الذي يحتاجه السودان فعليا اليوم لتتحقق ثورة التصحيح والتغيير للوصول للعدالة والحكم الديمقراطي المدني من بعد حرب أبريل التي كان ثمنها باهظا؟
نقولها و بملء الفم و هذا ليس رأينا فقط و إنما رأي طيف كبير من القوى السياسية و قوى الثورة الحية بأن لا مستقبل للحكم المدني الديمقراطي مع الجيش.
كقوى سياسية فاعلة و موجودة في مختلف بقاع السودان لاحظنا أن الجيش ضيق الخناق على القوى المدنية و السياسية في الولايات و عمل على مصادرة الرأي و الرأي الآخر و زج بكثير من القوى السياسة و المدنية في السجون و هذا أكبر مؤشر على أنه ضد عملية الانتقال من الأساس و يبيت النية لكل من سانده ووقف معه في فترة الحرب.
ما يحتاجه السودان فعلياً وقبل كل شيء وحدة الصف الوطني و التماسك المجتمعي لفضح مخطط تفكيك السودان و هو مخطط بدأت معالمه تظهر و اتضح لنا أن أذرع مليشيا الحركة الإسلامية داخل الجيش تبنته و هي تعمل على تسويقه.
و المطلوب أيضاً توحيد القوى السياسة والمدنية و قوى الثورة الحية و الاستعداد و التأهب للتصدي لأي مستجدات أو مخططات خبيثة تصدر عن النظام البائد.